أخبار الاقتصاد

تعرف على الأموال الساخنة وتأثيرها على الاقتصاد في مصر

صنف الخبراء الاقتصاديين جزء من التدفقات المالية الهائلة التي دخلت البلاد خلال الفترة الأخيرة بعد قرار تعويم الجنيه بأنها أموال ساخنة، قادمة إلى البلاد من الاستثمارات الأجنبية وقد تخرج سريعا، وشهد الاحتياطي الأجنبي للبلاد إرتفاع ليسجل مستوى يتجاوز 36 مليار دولار وهو أعلى مستوى وصل إليه منذ ثورة يناير.

و يقصد بالأموال الساخنة التي تحدث عنها الخبراء الاقتصاديين تلك الأموال الأجنبية التي تدخل البلاد للاستفادة من الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي على رأسها ارتفاع قيمة العملة الأجنبية مقابل المحلية أو الارتفاعات التي طرأت على أسعار الفائدة.

و تدخل تلك الأموال من خلال الاستثمارات الأجنبية التي تحصل عليها البلاد من السندات وأذون الخزانة التي تقوم بطرحها للاقتراض من خلالها بواسطة الحكومة، أو من خلال الأسهم التابعة للشركات في البورصة والتي تستفيد من تراجع قيمة العملة المحلية مقابل العملة الأجنبية.

و يقوم المستثمرين خلال الفترة الحالية بالاستفادة من الأوضاع الاقتصادية التي تتمثل في تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار، وذلك من خلال شراء الأذونات التي تطرحها الدولة للاقتراض من خلالها لسد ما تواجهه من عجر بين المصروفات والإيرادات.

و يتمثل هذا في أن الدولة تقوم بطرح عدد من السندات سعر السند على سبيل المثال جنيه واحد، فإذا كان سعر الدولار 20 جنيه فإن قيمة السندات التي يشتريها الدولار 20 سند بينما إذا انخفض سعر الدولار إلى 17 جنيه فإن قيمة السندات التي يشتريها الدولار وقتها 17 سَند.

كما ارتفعت قيمة الاستثمارات الأجنبية الخاصة بأدوات الدين منذ قرار تعويم الجنيه وحتى نهاية مايو لتصل إلى 9.8 مليار دولار، كما وصلت قيمة الاستثمارات الأجنبية في أذون الخزانة والسندات قيمة 1.250 مليار دولار.

هذا بجانب القرارات التي اتخذها البنك المركزي بشأن رفع قيمة الفائدة والتي ساهمت في جذب الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير.

الجدير بالذكر أن اسم الأموال الساخنة قد أطلق على تلك الاموال بسبب السرعة التي يمكن أن تخرج بها تلك الأموال من السوق في حالة حدوث أي من الإضطرابات المحتملة، والتي قد تتسبب في إنهيار السوق.

و خلال التصريحات التي قامت بها محللة الاقتصاد في بنك الاستثمار برايم ” إيمان نجم” فقد أكدت أنه لا يمكن تقييم الأوضاع الاقتصادية للبلاد من خلال الاعتماد على الأموال الساخنة، إذ أنها أموال سريعة الخروج في حالة حدوث أي اضطرابات في السوق وهو الأمر لا يمكن التنبؤ به في أي من البلاد، كما أنه في ظل وجود الأموال الساخنة فإن الخبراء لا يمكن أن يقيموا السعر الحقيقي للجنيه في ظل وجودها.

و من الممكن أن تكون تلك الأموال ذات فائدة من خلال السيولة النقدية قصيرة الأجل التي توفرها للبلاد، وقد ساهمت تلك الأموال أيضا في القضاء على السوق السوداء وحل المشكلة التي واجهتها البلاد نتيجة تراجع المعروض من الدولار في السوق، هذا بجانب الإقبال من قبل الأجانب على شراء أسهم البورصة مع التراجع الذي شاهدته في الأسعار بسبب انخفاض سعر العملة المحلية بالمقارنة مع سعر العملة الأجنبية.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى