أخبار الاقتصاد

توقعات الخبراء بشأن أسعار الدولار في الفترة المقبلة: هل يستمر انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه؟

توقعات أسعار الدولار في مصر بعد أن شهدت تراجعاً ملحوظاً ، مما أثار حالة من الجدل بسبب تحركها نحو الانخفاض منذ مطلع العام الحالي. وبصفة خاصة وأن أسعار الدولار قد استقرت في البنوك خلال النصف الثاني من عام 2018 دون تغيرات ملحوظة حيث سجلت الأسعار العام الماضي استقرارا دون تغيير.

ووصف الخبراء الاقتصاديون تراجع أسعار الدولار بأنه رد فعل طبيعي بعد تعويم الجنيه، حيث اختلف تحركات أسعار الدولار و من ثم أسعار العملات الأخرى في مصر خلال الفترة الحالية عما كانت عليه عقب التعويم حيث التذبذب ما بين الارتفاع والانخفاض بفارق سعر كبير عبر فترات زمنية قليلة.

وتتصف تحركات الدولار خلال الفترة الحالية وبصفة خاصة منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن بكونها تحركات طفيفة وتدريجية بفارق سعر من قرشين إلي ثلاث قروش، وهو ما يحدث بالفعل في البنوك المحلية وهما  بنك مصر والبنك الأهلي المصري وبنك القاهرة وبنك الإسكندرية حيث تتحرك أسعار الدولار فيها بفارق سعر طفيف وتدريجياً.

ويعتبر الاتجاه الغالب علي تحركات الدولار هو اتجاه الانخفاض باستثناء ما حدث خلال تعاملات الأسبوع الثاني من الشهر الماضي والذي استقرت به أسعار الدولار في البداية، ثم توجهت بعد ذلك نحو الانخفاض خلال تعاملات منتصف الأسبوع الثاني من شهر يوليو ثم وعلي عكس المتوقع توجهت نحو الارتفاع في نهاية تعاملات الأسبوع الثاني من شهر يوليو.

وتعددت توقعات الخبراء الاقتصاديين فيما يتعلق بتوقعات أسعار الدولار خلال الفترة القادمة، وكان أبرزهم توقع أستاذ الاقتصاد ومستشار صندوق النقد الدولي السابق الدكتور فخري الفقي الذي توقع عدم وصول أسعار الدولار في البنوك إلى 18 جنيه مرة أخرى وأكد على إن سياسة البنك المركزي المصري بعد التعويم بالتزامن مع برنامج الإصلاح الاقتصادي ساعد على استقرار أسعار الدولار في البنوك.

وتوقع الدكتور فخري الفقي أستاذ الاقتصاد ومستشار صندوق النقد الدولي السابق أن تتراوح أسعار الدولار في البنوك ما بين 16 جنيه و 16.50 جنيه حتى نهاية العام الحالي.

[the_ad id=”305663″]

أما الخبير الإستراتيجي لدى بنك سوسيتيه جنرال جيسون داو فقد توقع حدوث مزيد من الانخفاضات في أسعار الدولار أمام الجنيه المصري ليصل إلي 16 جنيه في نهاية العام الجاري.

وتوقع رئيس قطاع البحوث ببنك الاستثمار “شعاع” عمرو الألفي ” أن الجنيه المصري سوف يحافظ على قوته أمام الدولار الأمريكي دون أن يتراجع بالتزامن مع الحفاظ علي جذب الاستثمار في أدوات الدين بالعملة المحلية ومحاولة تفادي ارتفاع التضخم.

ودعم الجنيه المصري في رحلة ارتفاعه أمام الدولار  عدد من العوامل لعل أبرزها هو تمكن البنك المركزي من القضاء على السوق السوداء والتي كانت المحرك الأساسي المتحكم في أسعار الصرف قبل التعويم، و التحفظ على شركات الصرافة التي كانت تحتكر تداولات العملة قبل التعويم بعيدا عن البنوك،وساعد علي ارتفاع أسعار الجنيه أمام الدولار في الشهور الأولي من عام 2019 وتوفير النقد الأجنبي هو نشاط حركة السياحة بنسبة جيدة إلي حد ما عما كانت عليه من قبل، وساعد علي توفر النقد الأجنبي وارتفاع أسعار الجنية المصري أمام الدولار أيضا ارتفاع إيرادات قناة السويس.

كما ساهم تراجع استيراد السلع الترفيهية وكذلك السيارات التي كانت تسحب جزء كبير من السيولة الدولارية وتوفر العملة في البنوك عما كانت عليه من قبل، ولعبت تحويلات المصريين العاملين في الخارج دورا هاما في منح العملة المحلية دفعة قوية أمام الدولار خلال الفترة الحالية، فقد سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج أعلى مستوياتها ساهم ذلك علي زيادة موارد الدولة من الدولار.

وتشير الأرقام أن إيرادات قطاع السياحة تكاد تقترب من 15 مليار دولار في عام 2019.

ونتج عن ذلك ارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي لأكثر من 44 مليار دولار حائط صد منيع ضد أي هزات يمكن أن يشهدها سوق الصرف.

[the_ad id=”305663″]

في المقابل رأى خبراء أن سبب انخفاض سعر الدولار اليوم في مصر مقابل الجنيه المصري هو تراجع الطلب علي عملة الدولار ومن المعروف أن تراجع الطلب وتوفر المعروض يؤدي إلي انخفاض السعر.

وقد تحدث قطاع البحوث في بنك أبو ظبي الأول في مذكرة بحثية عن توقعاته لتحركات الدولار خلال الفترة القادمة وأوضحت المذكرة انه من المتوقع للجنيه المصري إن يواصل مكاسبه القوية أمام الدولار الأمريكي في العام الحالي 2019.

ومن المتوقع أن يستمر انخفاض الدولار ببطء حتى يصل الى أقل نقطة عند 15.25 جنيه للدولار في منتصف 2021 ثم يعاود الارتفاع بوتيرة أسرع حتى يصل إلى مستويات تقارب 17.5 جنيه للدولار في منتصف 2023، وفقا لموقع سعر الدولار اليوم – DollarPriceToday.com تالذي يعرض وقعات أسعار الدولار في مصر سواء على المدى القصير (الشهور القادمة) أو على المدى البعيد (حتى عام 2024) التي تعتمد -حسب الموقع- على عدد من معايير التحليل الفني و التحليل المالي و الاقتصادي و سعر الفائدة الحالي و توقعاتها و معدل التضخم الحالي و توقعاته.

أما عن توقعات قطاع البحوث في بنك أبو ظبي عن أسعار الدولار فقد توقع أن يصل الدولار إلى مستوى 16.50 جنيه دون تحديد وقت من العام سوف يصل إلي هذا السعر.

وجدير بالذكر أن معظم التوقعات السائدة التي صدرت سواء من الخبراء الاقتصاديين أو من بعض البنوك قد أجمعت علي أن أسعار الدولار سوف تتراوح ما بين 16 جنيه و 16.50 جنيه في البنوك خلال نهاية عام 2019، كما اجمع معظم الخبراء الاقتصاديون انه حتى وان حدث ارتفاع لأسعار الدولار فإنها لن تصل إلي 18 جنيه مرة أخري علي الإطلاق.

في المقابل توقع بنك استثمار كابيتال إيكونوميكس أن ارتفاع الجنيه المصري لن يستمر علي الرغم من تسجيل الجنيه المصري أفضل أداء له أمام العملات منذ مطلع العام حالي، متوقعا أن تعود أسعار الدولار إلي الارتفاع إلى مستوى 18 جنيهًا في نهاية عام 2019 كما توقع بنك استثمار كابيتال إيكونوميكس ارتفاع أسعار الدولار إلى 19 جنيه في نهاية 2020.

[the_ad id=”305663″]

ووافقه بنك استثمار “فوكس إيكونوميكس” متوقعا حدوث ارتفاع لأسعار الدولار وتراجع الجنيه المصري بنهاية العام الحالي، حيث توقع بنك استثمار “فوكس إيكونوميكس” أن أسعار الدولار من المرجح ان ترتفع أمام الجنيه المصري لتصل إلى 17.76 جنيه في نهاية عام 2019، ثم ترتفع لتصل إلى 18.27 جنيه في نهاية عام 2020، معللا ذلك بارتفاع التضخم عن مستوياته لدى الشركاء التجاريين.

وتوقع “كابيتال إيكونوميكس” أن يقوم البنك المركزي بالتدخل من اجل ضمان أن يكون التراجع في قيمة العملة تدريجيًا، بالتزامن مع الاحتفاظ باحتياطيات قوية تعادل واردات أكثر من 7 أشهر، وجدير بالذكر أنها وصلت إلى 44 مليار و274 مليون دولار في نهاية شهر مايو الماضي لعام 2019.

أما عن توقعات رئيسة قسم البحوث في بنك “فاروس” رضوى السويفي لأسعار الدولار في البنوك خلال الفترة القادمة فقد أوضحت ان تقلبات سعر صرف العملة الأمريكية الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك سوف تظل محدودة، لافتة إلى أن انخفاض الجنيه أمام الدولار في البنوك سوف يكون تدريجياً.

وتوقعت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث في بنك “فاروس” أن يتراوح سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك ما بين 16.50 جنيه و 17.50 جنيه في عام 2019، لافتة إلى إن توقعها جاء اعتماداً على حجم التدفقات الأجنبية وأيضا مدى شهية الأجانب للديون المصرية.

وتوقعت إسراء أحمد المحللة الأولى لدى شعاع للأوراق المالية،  أن يحدث تراجع للعملة المحلية الجنيه على المدى المتوسط والطويل، وأوضحت أن ذلك يرجع إلى عجز الحساب الجاري وأساسيات التضخم.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى