أخبار مصر

أزمة السجائر مع ارتفاع أسعار السلع تثير غضب المواطنين

أزمة السجائر وارتفاع أسعارها، هناك بالتأكيد حقيقة مشتركة تربط ما يحدث من ارتفاع في الأسعار ببعضه، ولا شك أننا قد تحدثنا كثيرًا عن الأوضاع في الأسواق خلال الأزمات الأخيرة، سواء كانت في أسعار الدولار وأسعار الذهب وأسعار السيارات وأسعار الأدوية، وآخرها كانت أزمة السجائر.

تبدو هذه الحقيقة واضحة الآن للجميع وبكل تأكيد هناك حقيقة مشتركة فلا يمكن أن ترتفع الأسعار من تلقاء نفسها، ولا يستطيع أي شخص أن ينكر وجود مافيا كبيرة من التجار والمحتكرين الذين يظهرون فجأة ليجنوا الملايين ويختفوا، تاركين ورائهم المواطن في حالة من عدم اليقين والتضرر لا يعرف ما حدث لهولكن هل هذا فقط هو السبب الوحيد لارتفاع الأسعار أم أن هناك أسباب خفية نعرفها جميعًا وننكر وجودها.

تحذير هام السجائر خطر على الصحة العامة وأضرارها لا حصر لها وقد تسبب الوفاة.

ولمعرفة أسعار باقي العملات في السوق السوداء اضغط هنا.

من السبب في أزمة السجائر

والسبب الرئيسي وراء أزمة السجائر كان نتيجة لاشتعال شائعة عن اقتراب زيادة في أسعارها، وفور انتشار تلك الشائعة، قام تجار الجملة وأصحاب التوكيلات بحبس المخزون وتخزين السجائر، مما أدى إلى نقص كبير في المعروض وكانت النتيجة المباشرة لذلك حدوث ارتفاع الأسعار بشكل حاد، حيث وصل سعر علبة البوكس إلى 44 جنيهًا، أي مضاعفة سعرها السابق الذي كان يتراوح حوالي 22 جنيهًا وعلى الرغم من أن سعرها يقارب سعر السجائر المستوردة، إلا أن الأمر يثير الدهشة والاستياء.

ورغم كل هذا لا نستطيع أن ننكر أننا أيضًا ساهمنا في ارتفاع الأسعار، لأننا رضينا بما يحدث وسمحنا للتجار بالتلاعب بنا ولم نستخدم حقوقنا في الابلاغ عما يحدث منهم، أسعار السلع كلها معروفة للجميع ويصدر بها بيان رسمي من قبل الحكومة، ورغم ذلك لا يلتزم التجار بهذا البيان، ويقومون برفع السعر كما يحلو لهم لأنهم يعرفون أننا سنقبل وسندفع، لكن لو قام شخص ما بابلاغ حماية المستهلك عن تاجر ما وقام آخر وابلغ وزارة التموين وقدم شكوى ضد تاجر ما وهكذا، لعلم التجار أنهم لن يستطيعوا اللعب بنا.

ولقد أدلى هاني أمان، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب بشركة الشرقية للدخان، بتصريحات هامة في برنامج “الحكاية مع عمرو أديب”، حيث أكد أن التجار هم السبب الحقيقي لهذه المشكلة، فقد قاموا بسحب السجائر من الأسواق توقعًا لزيادة أسعارها مع بداية السنة المالية الجديدة في شهر يوليو وأشار رئيس الشركة إلى أنها لم تقم بزيادة أسعار منتجاتها، بما في ذلك السجائر والتبغ والمعسل، كما أكد أن حجم الإنتاج يكفي الاحتياج اليومي للسوق، وأكد في تصريحاته بشكل قاطع أن مافيا الاحتكار في الأسواق هي السبب الحقيقي لأزمة السجائر، وأنه يجب أن يكون هناك تدخل قوي وحازم لمحاسبتهم.

على الرغم من أن استهلاك السجائر يشكل تحديًا كبيرًا على الصحة العامة، إلا أنه يجب أن يكون هناك قوانين صارمة للمحاسبة، حتى لا نجد أنفسنا في أزمة أخرى تتعلق بارتفاع أسعار سلع أخرى ويجب أن نتخذ إجراءات حاسمة لوقف هؤلاء التجار والمضاربين في السوق بشكل عام فلا يمكننا السماح لهم بأن يستمروا في تحقيق أرباح طائلة على حساب جيوب المواطنين.

لذا، فإننا بحاجة إلى تحرك جاد وقوي لمواجهة هذه الأزمة، وضرورة تطبيق قوانين صارمة لمحاسبة المتلاعبين في الأسواق ويجب أن تكون هناك رقابة فعالة وشفافية في التعامل مع تلك الأزمات، حتى نضمن حماية حقوق المستهلكين ومصلحة المجتمع بأسره.

إن الحفاظ على استقرار الأسواق وحماية جيوب المواطنين أمران ضروريان ومهمان لا بد من تحقيقهما. علينا أن نتعامل بجدية مع هذه المشكلة وأن نعمل على توفير آليات ملموسة للمحاسبة وضمان عدم تكرار تلك الأزمات المدمرة إنه وقت الوقوف بقوة ومواجهة مافيا التجار لنعيد الاستقرار والعدالة إلى الأسواق.

ومن أجل تحقيق ذلك، يجب أن تتعاون الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والجهات التنظيمية والمؤسسات القانونية، لضمان تنفيذ الإجراءات اللازمة وينبغي أن تكون هناك فرق متخصصة لمراقبة السوق وتحليل البيانات وجمع المعلومات المتعلقة بالتجار والمحتكرين.

علاوة على ذلك، ينبغي أن تعمل الحكومة على تعزيز الشفافية في العمليات التجارية وتنظيم السوق، وتفعيل القوانين واللوائح المتعلقة بحماية المستهلكين ومكافحة الاحتكار. يجب أن يتم تطبيق عقوبات رادعة على المخالفين، بما في ذلك فرض غرامات مالية كبيرة وإحالتهم إلى القضاء.

وأيضًا ينبغي أن يتم تشجيع المنافسة الحرة والنزيهة في السوق، عن طريق تشجيع دخول مزيد من اللاعبين في السوق وتنويع خيارات المستهلكين ويمكن تحقيق ذلك من خلال تسهيل إجراءات تأسيس شركات جديدة وتشجيع الاستثمارات في كل الصناعات.

كما يجب أن يكون هناك توعية وتثقيف للمستهلكين بشأن حقوقهم وواجباتهم وكيفية التعامل مع مثل هذه الأزمات. ينبغي توفير معلومات دقيقة وشفافة حول الأسعار والمنتجات المتوفرة في السوق، وذلك لتمكين المستهلكين من اتخاذ قرارات مدروسة ومسؤولة.

في النهاية، يجب أن نعمل جميعًا على بناء سوق مستقرة وعادلة تحقق العدالة الاقتصادية وتحمي حقوق المستهلكين، ويتطلب ذلك تعاوناً فعالاً بين جميع الأطراف المعنية واتخاذ إجراءات حازمة لمكافحة مافيا التجار والمحتكرين وضمان تطبيق القوانين بشكل صارم، فقط من خلال جهودنا المشتركة يمكننا تحقيق تحسينات حقيقية وتوفير أسعار منصفة للمستهلكين.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى