أخبار مصر

هل يختلف أجر الصائم باختلاف «الطقس»؟.. إليك الإجابة

موجة شديدة الحرارة ، ضربت البلاد خلال اليومين الماضيين ، حتى أنَّها وصلت في بعض محافظات الصعيد ، إلى 47 درجة مئوية ، ما دفع الصائمين في شهر رمضان الكريم ، إلى السؤال عن مدى المساواة في الأجر ، بين الصيام في الظروف المناخية الصعبة ، كالتي شهدها المصريون خلال الفترة الماضية ، والصيام في الفترات التي يكون فيها الطقس معتدلًا .

مدير إدارة الفتوى الشفوية ، وأمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية ، الشيخ عويضة عثمان ، قال إنَّ ثواب الصائم عظيم ، وأن عليه أن يتحلى بالصبر ، لافتًا إلى أنَّ الصائم الذي يتعرض لظروف مناخية قاسية ، ومنها ارتفاع درجات الحرارة بصورة كبيرة ، له ثواب أعظم من الله عز وجل ، وسوف يعرف قيمته يوم القيامة .

وقال مدير إدارة الفتوى الشفوية ، وأمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية ، في تصريحات صحفية عنه ، إنَّ هناك حديث عن أبي موسى الأشعري ، أكد أن الصوم في يوم حار ، يقي الناس من نار جهنم ، ونصه : عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بعث أبا موسى على سرية في البحر ، فبينما هم كذلك ، قد رفعوا الشراع في ليلة مظلمة ، إذا هاتف فوقهم يهتف : يا أهل السفينة ! قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه ، فقال أبو موسى : أخبرنا إن كنت مخبرا ، قال : إن الله تبارك وتعالى قضى على نفسه أنه من أعطش نفسه له في يوم صائف ، سقاه الله يوم العطش . وعن أبي موسى بنحوه إلا أنه قال فيه . قال : « إن الله قضى على نفسه أنّ من عطّش نفسه لله في يوم حار ، كان حقّا على الله أن يُرويه يوم القيامة » . قال : فكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر ، الذي يكاد الإنسان ينسلخ فيه حرّا ، فيصومه .

بدوره ، أشار مدير الإعلام الديني في وزارة الأوقاف ، الدكتور خالد غانم ، إلى أنَّ أجر الصائم وقت الحر عظيم ، ويجب على المسلم في مثل هذا الطقس الحار المتقلب ، أن لا يسب يومًا ولا ساعة ولا مكانًا ، فعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر .

وقال مدير الإعلام الديني في وزارة الأوقاف ، في تصريحات صحفية عنه ، أنه ورد في بعض الأثر ، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة مرفوعا : إذا كان يوم حار ، فقال الرجل « لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ، اللهم أجرني من حر جهنم » ، قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبادي استجار بي من حرك ، فإني أشهدك إني قد أجرته ، وإن كان يوم شديد البرد ، فقال العبد : « لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم ، اللهم أجرني من زمهرير جهنم » ، قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبيدي استجار بي من زمهريرك ، وإني قد أجرته ، قالوا : وما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر ، فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض » .

وأشار الدكتور خالد غانم ، إلى أنّه من السنة النبوية ، أن يتوضأ المرء أو يصلي ، حتى يغير من المزاج الداخلي للجسم ، فيساعده على تقبل هذا الطقس شديد الحرارة ، أو مخالطة أجواء السعادة في النفس الداخلية ، فضلا عن أن الغسل طهارة ونظافة للبدن ، وطاهر الثوب نظيف البدن ، وطيب الرائحة لا يؤذي أحدًا ، ولا يَنْفر منه أحد ، والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم .

وقال مدير الإعلام الديني في وزارة الأوقاف ، إن من العبادات عظيمة الأجر ، في الأيام التي تشتد فيها الحرارة ، هو الصوم ، فالأجر يكون على قدر المشقة ، وأي مشقة أكبر من رجل ، امتنع عن الطعام والشراب وتحمل مشاق الطقس والعمل ، في يوم شديد الحرارة ، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عند موته ، يوصي ابنه عبد الله ، فيقول له : « عليك بخصال الإيمان » ، وأولها : الصيام في شدة الحر في الصيف ، فالأيام هي أيام الله يقلبها كيف شاء ، والمؤمن يصبر ويرضى ، وإنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب .

بدوره ، أشار المعاون العلمي للمراكز الثقافية في وزارة الأوقاف ، الدكتور محمد إبراهيم حامد ، إلى أنَّ ظاهرة الحر « آية كونية » من آيات الله عز وجل ، وينبغي أن تذكر هذه الظاهرة ، الإنسان بموقف العرض والحساب ، وكان من هدي الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، مع اشتداد الحر ، الدعوة إلى الوضوء ، ليحدث للجسم حالة من اللطف والوقاية من شدة الحر ، فعن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم ، واشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير » .

وبشأن انتشار حديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، خلال الفترة الأخيرة ، نصه : إذا كان يوم حار فقال الرجل « لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ، اللهم أجرني من حر جهنم » ، قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبيدي استجار بي من حرك فإني أشهدك إني قد أجرته ، وإن كان يوم شديد البرد فقال العبد : « لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم ، اللهم أجرني من زمهرير جهنم» ، قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبيدي استجار بي من زمهريرك ، وإني قد أجرته ، قالوا : وما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر فيتميز من شدة بردها بعضه من بعض » ، أشار الدكتور محمد إبراهيم حامد ، إلى أن الحديث ضعيف السند جدًا ، ولكن معناه صحيح ، حيث إنه من القواعد الحديثية ، لا يلزم من صحة السند صحة المتن ، والعكس ، ولا يلزم من ضعف السند ضعف المتن ، والعكس ، فلا بأس من الدعاء به ، وقت الحر الشديد .

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى