أخبار مصر

رئيس الوزراء: تشكيل لجنة وطنية لإعداد قاعدة بيانات للمصريين بالخارج

أصدر الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، اليوم الخميس، الموافق 25 أكتوبر، قرارًا بتشكيل لجنة وطنية برئاسة  الدكتورة نبيلة مكرم ، تقوم بإعداد قاعدة بيانات متكاملة عن المصريين بالخارج، على أن تشمل هذه اللجنة عضوية كل من ممثلي وزارات: “الخارجية، والقوى العاملة، والتخطيط، والداخلية، والاتصالات”، بالإضافة إلى ممثلي البنك المركزي المصري، وهيئة الرقابة الإدارية.

وقال رئيس الوزراء، أن قرار إعداد أول قاعدة بيانات للمصريين بالخارج، يعتبر قرارًا وطنيًا رشيدًا، يحقق الغاية التى طالما نادينا بها، وهى ربط المصريين المغتربين بوطنهم الأصلى، وإشراكهم فى أحلام وهموم أبناء بلدهم، وكذا دعوتهم للإسهام بجهودهم فى دعم ومساندة بلدهم وبدلًا من أن يكونوا عبئًا أو شوكة يصبحون مراكز ضغط وتأثير لصالح مصر.

ويوضح القرار، أن للجنة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتدقيق وتوحيد البيانات ووضع الآليات اللازمة لإعداد قاعدة البيانات المتكاملة وتحديثها في إطار مؤسسي وفقًا لأحدث النظم المطبقة لأمن المعلومات؛ من خلال وزارة الاتصالات، ووضع آلية للربط البيني بين قاعدة البيانات وقواعد البيانات بكافة الوزارات والجهات المعنية لتحديث قاعدة البيانات بصفة دورية، والحصول على كافة البيانات المحدثة عن المصريين بالخارج من مختلف الجهات.

وفي نفس السياق، قامت وزارة الدولة للهجرة منذ عدة اسابيع بتنظيم أول منتدى للمصريين فى الخارج، تحت شعار «إجازتك فى وطنك نشوفك ونسمعك»، بمشاركة محافظ البنك المركزى طارق عامر، ورئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، اللواء خيرت بركات، وممثلى الوزارات المختلفة والجهات الحكومية، ومجموعة كبيرة من المصريين المغتربين الذين تفاعلوا مع التطبيق الإلكترونى الذى دشنته الوزارة لاستقبال اقتراحات وأفكار وشكاوى المصريين فى الخارج.

على مدى العقود الماضية، كان المصريون بالخارج يشكون مر الشكوى من عدم الاهتمام بهم، أو بمشاكلهم فى وطنهم الأم، وحتى المهاجرين هجرة نهائية كانوا فى زياراتهم يطالبون بوجود جسور بينهم وبين وطنهم الأول حتى يمكن أن ينقلوا خبراتهم، وأن يقدموا يد المساعدة وأن يربطوا الأجيال الجديدة من المصريين المهاجرين ببلدهم الأصلى، لكننا كنا نصادف الاهتمام بالمصريين المغتربين عادة فى المناسبات فقط، ومعظمها لم يكن إيجابيًا، كما جرت العادة على تنميط المصريين المهاجرين والمصريين المغتربين على أنهم مواطنون ناقصو المواطنة، وهذا خطأ كبير طبعًا، ضيع على البلد الاستفادة من خبرات وعطاء مئات الآلاف من مواطنيها المخلصين.

وسوف توفر  قاعدة البيانات للمصريين فى الخارج الارتباط المنشود بين المصريين المهاجرين وبلدهم، ورأينا فى المنتدى الذى نظمته وزارة الهجرة حوارًا مثمرًا بين ممثلى المصريين فى الخارج ومسؤولى الحكومة المصرية، وكان من بين المشكلات والقضايا المطروحة مثلًا خلال المنتدى، مناقشة قضايا التجنيد لأبناء المصريين بالخارج، وتحويلات المصريين بالخارج وآليات التبرع والهبات من الخارج، وكيفية التسجيل كجمعية فى وزارة التضامن ونوع الموافقات المطلوبة وآلية إصدارها، وكل الاستفسارات الخاصة بالجمارك، وبحث تيسير وزارة الداخلية للإصدارات الخاصة بالمواطنين، وآلية عمل تنسيق الجامعات لأبناء المصريين بالخارج، وكان موقف الوزارات المختلفة إيجابيًا جدًا تجاه جميع هذه القضايا، خاصة وزيرة الهجرة التى ألقت كلمة مؤثرة للغاية خلال المنتدى وصفت فيها المصريين بالخارج بأنهم جنود مصريون مثل الأبطال الذين يضحون بأرواحهم فى سيناء لحماية المصريين جميعًا من مخاطر الإرهاب والتطرف، كما وعدت بالعمل مع الوزارات والجهات الحكومية على تذليل كل الصعاب، وحل المشكلات التى تواجه المصريين المغتربين وعائلاتهم حتى يظلوا فخورين ببلدهم.

وفي نهاية المنتدى خرجت بعض التوصيات التى من شأنها تقوية العلاقة بين المصريين المغتربين وبلدهم، منها تفعيل مبادرة تقسيط الرسوم الجمركية على سيارات المصريين بالخارج بفائدة ميسرة، ووضع آلية لإنشاء صندوق تكافلى لمساعدة المصريين بالخارج، وتقوية إشارة بث القنوات المصرية للدول الأوروبية والأمريكية، والتأمين على العاملين المصريين بالدول العربية والأوروبية، وفتح فروع للبنوك الوطنية فى مختلف دول العالم، والتوعية بشهادة أمان بين المصريين بالخارج، وإنشاء صندوق استثمار بالدولار المقدم من الجالية المصرية بأمريكا، وإيفاد بعثات تدريبية من الطلاب المصريين إلى الجامعات فى الخارج بدعم من الأساتذة المصريين المتواجدين فى الجامعات الدولية، وإنشاء صندوق دعم لأفضل المشروعات البحثية التى يقدمها المصريون بالخارج وكذلك إنشاء قاعدة بيانات للعلماء والخبراء المصريين بالخارج، وإنشاء شركة قابضة لطرح مشروعات المصريين بالخارج، ومشاركتهم بها فى شكل أسهم استثمارية، واختصار الوقت اللازم لإصدار الوثائق الصادرة من قطاع الأحوال المدنية والإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، واعتبار وزارة الهجرة محطة التواصل الرئيسية بين المصريين بالخارج والجهات المعنية بالدولة.

بالفعل، هذا هو الطريق الصحيح للاستفادة من الشعب المصرى بالخارج، وعلى مسؤولى الدولة أن يعلموا جيدًا أن المصريين المغتربين كنز كبير وليسوا عبئًا أبدًا، وأن أى خدمات أو تسهيلات تقدم إليهم هى من قبيل الواجب الضرورى قبل أن تكون استثمارًا فى المستقبل.

جدير بالذكر أن قرار رئيس الوزراء بتشكيل لجنة لوضع قاعدة بيانات مفصلة عن المصريين بالخارج يأتي ضمن مشروع البنية المعلوماتية للدولة، والقيام بتحليل البيانات ووضع المقترحات اللازمة لتمكين الدولة من توظيف قدرات وخبرات المصريين بالخارج في دعم خطة التنمية المستدامة بالدولة، وهو ما يتماشى مع “رؤية مصر 2030″، وخطط التنمية القومية، فضلا عن إتاحة البيانات للجهات الحكومية المختلفة للعمل بها وفقاً لنطاق الاختصاص بكل جهة، وكذا دراسة وتقديم المقترحات التي من شأنها استكمال بناء وتحديث قاعدة البيانات المتكاملة للمصريين بالخارج.

كذلك نص القرار على أن تقوم اللجنة بإعداد تقارير دورية بنتائج أعمالها وتوصياتها وآليات تنفيذها تقوم بعرضها رئيسة اللجنة على رئيس مجلس الوزراء.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى