عربي ودولي

تفاصيل حفل تنصيب «بوتين» رئيسا لروسيا في «50 دقيقة»

تستعد روسيا ، اليوم الإثنين ، لمراسم تسلم الرئيس فلاديمير بوتين ، مقاليد الحكم في ولايته الرابعة ، داخل أروقة « الكرملين » ، والتي تستمر حتى العام 2024 ، بعد 18 عاما قضاها في حكم روسيا ، رئيسا لها ، ورئيسا لوزرائها .

تبدأ مراسم تنصيب بوتين ، عند الظهر ، في حفل رسمي يستغرق نحو 50 دقيقة ، ويبث مباشرة على قنوات تلفزيونية روسية ، محلية وفضائية .

وبعد انتهاء حفل التنصيب ، وتولي بوتين مهام منصبه ، يحق له التقدم فورا ، بترشيح رئيس الوزراء ، لمجلس النواب « الدوما » للنظر فيه ، لكنه ليس ملزما بمهلة معينة ، لتقديم الترشيح ، الذي يختص به رئيس الدولة ، حسب الدستور الروسي .

ووفقا للقانون ، فإن إجراءات انتخابات رئيس الاتحاد الروسي ، تقام في اليوم الثلاثين ، بعد إعلان لجنة الانتخابات المركزية ، النتائج الرسمية والنهائية للتصويت . لكن القانون لم ينظم كيفية تنظيم الاحتفال الرسمي ، لتنصيب الرئيس .

وسيناريو البرنامج الأصلي لتنصيب الرئيس الروسي ، صمم في حفل تنصيب بوريس يلتسين ، أول رئيس لروسيا بعد الاتحاد السوفيتي ، ولم يشهد إجراء تغييرات جوهرية ، منذ ذلك الحين .

وتحدد قائمة المدعوين ، لحفل تنصيب الرئيس الروسي ، من قبل خدمة البروتوكول في « الكرملين » . وتشمل عادة ، « أعضاء الحكومة ، نواب مجلسي النواب (الدوما) والاتحاد ، رؤساء الإدارة الرئاسية ، قضاة المحكمة الدستورية ، والسلك الدبلوماسي » .

ومن بين المدعوين ، لحفل تنصيب بوتين رئيسا لروسيا ، اليوم الإثنين ، رؤساء الحملة الانتخابية لبوتين ، والبطل الأولمبي للعبة هوكي الجليد ، إيليا كوفالتشوك ، والمخرج السينمائي ، كارين شاخنازاروف ، والموسيقي يوري باشميه ، والرئيس السابق لبلدية موسكو ، يوري لوجكوف ، وزوجة أول رئيس لروسيا بوريس يلتسين ، ناينا .

وللمرة الأولى ، يتولى بوتين منصبه كرئيس « عازب » ، بعد انفصاله عن زوجته السابقة لودميلا ، في العام 2013 .

وقبل الظهر بقليل ، تبدأ مراسم حفل تنصيب بوتين ، ويقدم حرس الشرف ، التحية لعلم الدولة ، ويحملونه مع راية الرئيس ، والدستور ، وعلامات الرئيس ، وذلك على وقع أصوات « المسيرة المضادة » .

وتحمل الرموز الرئاسية رسميا ، على طول الطريق المركزي أولا ، من خلال قاعة « غيورغيفسكي » ، ثم « ألكساندروفسكي » ، لتثبيتها على خشبة المسرح ، في قاعة « أندريفسكي » ، حيث توضع نسخة خاصة من القانون الأساسي للبلاد ، على الجهة اليمنى من المنبر ، حيث يتم تبني القسم الرئاسي ، والراية على اليسار ، بعدها يصعد رئيس المحكمة الدستورية ، ورئيسا مجلسي الاتحاد والنواب « الدوما » ، ليقفوا هناك ، في أثناء أداء الرئيس للقسم .

وقبل 5 دقائق من بدء حفل التنصيب ، يصل الرئيس المنتخب إلى الكرملين ، مع الضربة الأولى من الجرس ، ثم يتقدم على وقع الموسيقى الرسمية ، عبر قاعتي « سانت جورج » و « ألكسندر » ، ويرتقي إلى منصة التنصيب ، حيث يطلب رئيس المحكمة الدستورية ، من رئيس الدولة المنتخب ، أداء اليمين ، فيضع الرئيس يده اليمنى على الدستور ، وينطق بنص القسم ، ويبدأ تولي مهام منصبه الجديد .

والقسم الذي ينطق به الرئيس ، عند تنصيبه رئيسا لروسيا ، هو : « أقسم على ممارسة صلاحيات رئيس الاتحاد الروسي ، واحترام وحماية حقوق الإنسان والحريات والمواطن ، ومراقبة وحماية دستور الاتحاد الروسي ، وحماية سيادة واستقلال وأمن ووحدة الدولة ، وخدمة الشعب بإخلاص » . بعدها ، يعلن رئيس المحكمة الدستورية ، تنصيب الرئيس ، ويعطيه رموز السلطة ، وذلك على وقع النشيد الوطني في القاعة ، وترفع نسخة من الراية الرئاسية فوق « الكرملين » . ثم يتوجه الرئيس إلى المواطنين ، بكلمة مختصرة ، وبانتهاء الحفل ، تطلق 30 قذيفة من مدافع القصر الرئاسي ، عند سور الكرملين ، بعدها يعبر الرئيس ، قاعتي « سانت جورج » و « ألكسندر » ، متجها إلى ميدان الكاتدرائية ، حيث تؤدي له التحية. كتيبة من الحرس الرئاسي .

وفاز فلاديمير بوتين ، بنسبة 76.7% ، من أصوات الناخبين ، وهي النسبة الأعلى التي يحصل عليها ، منذ وصوله إلى الحكم .

وفرض الرئيس الروسي ، نفسه على الجميع في روسيا ، بصفته « الرجل القوي » ، الذي عزز مكانة روسيا ، على الساحة الدولية ، رغم التوتر المتنامي مع القوى الغربية الأخرى .

بوتين أعرب عن شكره للروس ، بعد إعادة انتخابه رئيسا لولاية رابعة في روسيا ، وقال لهم بعد الفوز : « هذا الانتصار يعني الثقة والأمل ، لدى شعب روسيا » .

المعارضة الروسية ، ومنظمات أخرى « غير حكومية » ، تحدثت عن تجاوزات ، وحشو صناديق اقتراع ، فيما سبق حفل التنصيب ، تظاهرات مناهضة لبوتين ، أول أمس السبت ، في أنحاء عدة من روسيا ، تلبية لدعوة المعارض أليكسي نافالني ، الذي حرم من الترشح لرئاسة روسيا ، بسبب قضية جنائية ، اتهم « الكرملين » بتلفيقها ضده .

الشرطة الروسية فرقت المتظاهرين ، الذين تجمعوا دون ترخيص ، « بالقوة » في أغلب الأحيان ، وأوقفت أكثر من 1500 منهم ، بينهم « نافالني » ، الذي أخلي سبيله بعد ساعات من توقيفه .

وكانت ساحة بولوتنايا في موسكو ، شهدت مواجهات مع الشرطة الروسية ، عشية تنصيب فلاديمير بوتين ، رئيسا لروسيا ، في 6 مايو 2012 ، وآنذاك ، تم توقيف عدد كبير من المتظاهرين ، وأحيلوا إلى المحاكمة ، وسجنوا لفترات قصيرة .

فلاديمير بوتين ، أشاد خلال حملته الانتخابية ، بالقدرات العسكرية الروسية الجديدة ، كما تحدث عن صواريخ « لا تقهر » ، لكنه أكد بعد فوزه ، أنه سوف يعمل من أجل خفض الإنفاق العسكري الروسي ، في 2018 و2019 ، ونفى خوض سباق نحو التسلح .

المحلل دميتري أورشكين ، قال لشبكة « فرانس برس » الإخبارية ، إنه بعد ضم « القرم » من أوكرانيا ، في العام 2014 ، والذي قوبل بتأييد معظم الروس ، وعزز شعبية بوتين المرتفعة ، فإن مهمة الرئيس الروسي الجديدة ، تقوم اليوم على « عدم ضم أراض جديدة » ، وإنما على أن يجعل العالم كله ، يأخذ مصالح روسيا في الاعتبار ، ويتقبل مكتسباتها .

وتعاني روسيا منذ ضم « القرم » ، من عقوبات قاسية فرضها عليها الغرب ، الذي تخوض مواجهة معه في الملف السوري ، في حين تتهم الولايات المتحدة الأمريكية ، روسيا ، بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، لصالح دونالد ترامب .

حدة المواجهة مع الغرب ، زادت مع حملة طرد دبلوماسيين روس ، ردت عليه موسكو بتدابير مماثلة ، إثر اتهامها بتسميم عميل روسي سابق مزدوج ، في بريطانيا ، وهي الاتهامات التي وصفها الرئيس الروسي ، فلاديمير بوتين ، بأنها « كلام فارغ » ، وتحدثت الخارجية الروسية عن « وقائع مختلقة » .

وبعد انتهاء مراسم حفل التنصيب ، في القصر الكبير داخل « الكرملين » ، سيبقى بوتين في الحكم ، حتى العام 2024 ، وآنذاك ، سوف يكون بلغ عامه 72 ، وعند سؤاله بعد فوزه ، عن احتمال ترشحه في نهاية ولايته الحالية ، قال : « لا بد أنكم تمزحون ، ماذا علي أن أفعل؟ ، أن أبقى حتى يصبح عمري 100 سنة؟ ، لا » .

والدستور الروسي ، لا يتيح أكثر من ولايتين متتاليتين ، إلا في حال أدخلت تعديلات دستورية . ويقول خبراء ، إن بوتين قد يستغل السنوات الست المقبلة ، من أجل إعداد خليفة له ، وإن كان تحفظ حتى الآن ، عن أي إشارة إلى الشخص المحتمل ، الذي ينوي إعداده لرئاسة روسيا خلفا له .

رئيس مركز أبحاث « مجموعة خبراء السياسة » في موسكو ، كونستانتين كالاتشيف ، قالت لوكالة « فرانس برس » الإخبارية ، إن بوتين متعب ، ويدرك أن عليه الرحيل وهو لا يزال في أوج قوته ، وزاد : « رحيله سوف يكون جميلا ، ومفاجئا للجميع » .

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى