عربي ودولي

لهذه الأسباب حرائق غابات الأمازون تدعو لقلق البشرية

حظيت حرائق غابات الأمازون باهتمام وتفاعل كبيرين، خلال الأيام الأخيرة، لأن استعال النيران في تلك المساحات الخضراء الكبيرة التي تتعرض لكارثة، تشكلًا سندًا لحياتنا على كوكب الأرض، فهي توفر نسبة كبيرة من الأكسجين على كوكب الأرض.

ودخل زعماء عدة دول في مساعٍ منهم لحل مشكلة حرائق الغابات التي تنتشر على مستوى ثماني دول وهي “البرازيل، وبوليفيا، وبيرو، وإكوادور، وكولومبيا، وفنزويلا، وجويانا الفرنسية”، في مسعى للضغط على رئيس البرازيل اليميني جايير بولسونارو، الذي لا يولي أي اهتمامٍ كبيرٍ لتغير المناخ.

وخرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الآونة الأخيرة، ونبَّه بأن هذه الغابات تنتج نحو 20% من غاز الأكسجين على كوكب الأرض، موضحًا أنَّ الأمر في غابات الأمازون لا يتعلق بحريق بسيط في الأشجار، وإنما يتعلق بـ”أوكسجين الأرض” فهو الذي يحترق.

وسجَّلت غابات الأمازون، في الفترة الممتدة من شهر يناير الماضي حتى شهر أغسطس الحالي لعام 2019، نحو 72 ألف حريق في كامل الأراضي البرازيلية، كما لم تسلم دولة بوليفيا من هذه الكارثة، حيث تمكنت الحرائق من التهام ما يقارب من 500 ألف هكتار من الغابات، وسط عجز أمام احتواء تلك الأزمة البيئية.

وأشارت الصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية إلى أنَّ نحو 9500 حريق نشب في منطقة حوض الأمازون ببوليفيا، خلال الفترة ما بين 15 حتى 23 أغسطس الجاري، أي خلال 8 أيام فقط، ووصل عدد الحرائق التي نشبت في غابات الأمازون داخل دولة البرازيل إلى نحو 40 ألف حريق، خلال العام الماضي، وهو عدد يثير القلق، بحسب ناشطي وخبراء البيئة والهيئات الدولية.

وذكر تقرير صادر عن معهد البرازيل الوطني لبحوث الفضاء، أنَّ نسبة الحرائق زادت بنسبة 83% في داخل غابات الأمازون، وهو ما يجعل رؤية دخان الحرائق من الفضاء ممكنة، حتى وإن كان الرصد من مسافة 400 ميل.

من جانبها، أكَّدت وزيرة البيئة البرازيلية السابقة مارينا سيلفا، أنَّ الوضع في غابات الأمازون “التي تدفع فاتورة باهظة جراء الحرائق وقطع الأشجار بات” خارجٌ عن السيطرة، متهمة حكومة الرئيس الحالي للبرازيل جايير بولسونارو، بأنه يساعد على إتاحة المجال أمام بعض “السلوكيات الجنونية” التي تضر بالنظام البيئي الحيوي لكوكب الأرض.

وأشارت المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية، والتي شغلت منصب وزيرة البيئة بين 2003 و2008 في عهد الرئيس اليساري لويس إينياسيو لولا دا سيلفا، إلى أنَّ البرازيل تتمتع بالمعارف والتكنولوجيا اللازمة للسيطرة على الحرائق التي تلتهم مساحات شاسعة من غابات الأمازون بفعل ما اعتبرته “إهمالًا” من فريق الرئيس اليميني المتطرف المشكك بواقع التغير المناخي، موضحة أن هناك حركة قيد التبلور للمطالبة بإسقاط البرلمان للمبادرات التشريعية “المنافية” لمبادئ حماية الطبيعة.

ووجهت وزيرة البيئة السابقة، والتي توجت في سنة 1996 بجائزة جولدمان، والتي توازي أهميتها جوائز نوبل في مجال النضال البيئي، انتقاداتٍ لاذعةٍ للرئيس الحالي للبرازيل جايير بولسونارو، معتبرة أن ما يحدث في غابات الأمازون التي تقع 60% من مساحتها داخل البرازيل يُشكل “جريمة ضد الإنسانية”، داعية إلى اعتماد مبدأ “حماية الطبيعة موجبًا أخلاقيًا” بمعزل عن المواقف السياسية، وذلك بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.

مصر 365 على أخبار جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى